الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
صفات القرآن الكريم
وقوله :
( وقال تعالى: رسم> وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي قرآن> رسم>
[ يونس:15 ] آية> فأثبت أن القرآن هو الآيات التي تتلى عليهم وقال تعالى: رسم> بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ قرآن> رسم> [ العنكبوت:49 ] آية> وقال تعالى: رسم> إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ قرآن> رسم> [ الواقعة:77-79 ] آية> بعد أن أقسم على ذلك، وقال تعالى: رسم> كهيعص قرآن> رسم> [ مريم:1 ] آية> رسم> حم عسق قرآن> رسم> [ الشورى:1-2 ] آية> وافتتح تسعًا وعشرين سورة بالحروف المقطعة. )
شرح:
هذا دليل على أنه هو هذا القرآن فإن قوله تعالى: رسم> وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قرآن> رسم> ( يونس:15 ) آية> إشارة إلى هذا الذي يسمعونه قال تعالى: رسم> قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قرآن> رسم> ( يونس:15 ) آية> أخبر بأنهم يشيرون إلى شيء رسم> بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قرآن> رسم> ( يونس:15 ) آية> فدل على أن هذا هو الذي سمعوه، وهو الذي قرأه عليهم.
وكذلك آية سورة العنكبوت رسم> بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ قرآن> رسم> ( العنكبوت:49 ) آية> يعني: محفوظ في الصدور، في صدور الذين أوتوا العلم، فدل على أنهم يسمعون ويفهمون هذه الآيات التي اشتملت عليها هذه السور، فدل على أنه كلام مسموع له أول وآخر، وأنه كلمات وحروف.
وكذلك لمّا أقسم الله بقوله تعالى: رسم> فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ قرآن> رسم> ( الواقعة:75-78 ) آية> يعني مكتوب أصله في اللوح المحفوظ رسم> لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ قرآن> رسم> (الواقعة:79-80) آية> هذه الصفات صفات القرآن؛ رأس> قرآن كريم، في كتاب مكنون ، تنزيل من رب العالمين، لا يمسه إلا المطهرون - لا شك أن هذه كلها صفة للقرآن الذي بين أيدينا، فكيف تكون للمعنى ؟! لا شك أنه أراد هذا الكلام المحفوظ المسموع.
وأما قوله: افتتح تسعا وعشرين سورة بالحروف المقطَّعة يعني: مثل رسم> الم قرآن> رسم> ( البقرة:1 ) آية> وفي آل عمران، والعنكبوت، والسور التي بعدها، وكذلك رسم> الر رسم> في يونس والسور التي بعدها، و رسم> المص رسم> وكذلك في السور المتفرقة مثل رسم> طه رسم> رسم> كهيعص قرآن> رسم> ( مريم:1 ) آية> ومجموعها تسع وعشرون سورة افتتحها بالحروف المقطعة.
هذه الحروف لا شك أنها حروف، لأنها تنطق بنفس الكلمة، يعني: هو يُكتب حرفًا ولكنه ينطق بكلمة، فإن قولك مثلا : (ك) - لا يكتب فيه (ألف) و(فاء) بل يكتب: (ك)، وكذلك (ع) - لا تكتب الياء والنون وإنما تكتب (ع)، فهكذا رويت ونطق بها النبي صلى الله عليه وسلم.
مسألة>